فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال: حديث حسن صحيح.
قلت: وكذّب بهذا كله الخوارجُ والمعتزلة كما تقدم.
وروى ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب فقال: أيها الناس، إن الرَّجْم حق فلا تُخْدَعُنّ عنه، وإن آية ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رَجم، وأن أبا بكر قد رَجَم، وأنّا قد رجمنا بعدهما، وسيكون قوم من هذه الأُمة يكذّبون بالرَّجْم، ويكذّبون بالدّجال، ويكذّبون بطلوع الشمس من مغربها، ويكّذبون بعذاب القبر، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا.
ذكره أبو عمر.
وذكر الثعلبيّ في حديث فيه طول عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه: أن الشمس تُحبس عن الناس حين تكثر المعاصي في الأرض، ويذهب المعروف فلا يأمر به أحد، ويفشو المنكر فلا يُنْهى عنه مقدار ليلة تحت العرش، كلما سجدتْ واستأذنت ربها تعالى من أين تطلع لم يجيء لها جواب حتى يوافيها القمر فيسجد معها، ويستأذن من أين يطلع فلا يُجاء إليهما جواب حتى يُحبسا مقدارَ ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر؛ فلا يعرف طول تلك الليلة إلاَّ المتهجدون في الأرض، وهم يومئذ عصابة قليلة في كل بلدة من بلاد المسلمين.
فإذا تمّ لهما مقدار ثلاث ليال أرسل الله تعالى إليهما جبريل عليه السَّلام فيقول: «إن الربّ سبحانه وتعالى يأمركما أن ترجعا إلى مغاربكما فتطلعا منه، وأنه لا ضوء لكما عندنا ولا نور» فيطلعان من مغاربهما أسودين، لا ضوء للشمس ولا نور للقمر، مثلهما في كسوفهما قبل ذلك.
فذلك قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشمس والقمر} [القيامة: 9] وقوله: {إِذَا الشمس كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] فيرتفعان كذلك مثل البعيرين المقرونين؛ فإذا ما بلغ الشمس والقمر سُرَّةَ السماء وهي منصفها جاءهما جبريل عليه السَّلام فأخذ بقرونهما وردّهما إلى المغرب، فلا يغربهما من مغاربهما ولكن يغربهما من باب التوبة ثم يردّ المصراعين، ثم يلتئم ما بينهما فيصير كأنه لم يكن بينهما صَدْع.
فإذا أغلق باب التوبة لم تقبل لعبْدٍ بعد ذلك توبة، ولم تنفعه بعد ذلك حسنة يعملها؛ إلاَّ من كان قبل ذلك محسنًا فإنه يجري عليه ما كان عليه قبل ذلك اليوم؛ فذلك قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْرًا}.
ثم إن الشمس والقمر يُكسيان بعد ذلك الضوء والنور، ثم يطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذلك يطلعان ويغربان.
قال العلماء: وإنما لا ينفع نفسًا إيمانُها عند طلوعها من مغربها؛ لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تُخْمَدُ معه كلّ شهوة من شهوات النفس، وتَفْتُر كلّ قوّة من قوى البدن؛ فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدُنُو القيامة في حال من حضره الموت في انقطاع الدّواعي إلى أنواع المعاصي عنهم، وبطلانها من أبدانهم؛ فمن تاب في مثل هذه الحال لم تُقبل توبته، كما لا تُقبل توبة من حضره الموت.
قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغر» أي تبلغ روحه رأس حلقه، وذلك وقت المعاينة الذي يرى فيه مقعده من الجنة أو مقعده من النار؛ فالمشاهد لطلوع الشمس من مغربها مثله.
وعلى هذا ينبغي أن تكون توبة كل من شاهد ذلك أو كان كالمشاهد له مردودة ما عاش؛ لأن علمه بالله تعالى وبنبيه صلى الله عليه وسلم وبوعده قد صار ضرورة.
فإن امتدت أيام الدنيا إلى أن ينسى الناس من هذا الأمر العظيم ما كان، ولا يتحدّثوا عنه إلاَّ قليلًا، فيصير الخبر عنه خاصًّا وينقطع التواتر عنه؛ فمن أسلم في ذلك الوقت أو تاب قُبل منه. والله أعلم.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله قال: حفِظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنْسَه بعدُ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الآيات خروجًا طلوعُ الشمس من مغربها وخروجُ الدابة على الناس ضُحًى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبًا» وفيه عن حذيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفلَ منه، فاطلع إلينا فقال: «ما تذكرون»؟ قلنا: الساعة.
قال: «إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات.
خَسْفٌ بالمشرق وخَسْفٌ بالمغرب وخَسْفٌ في جزيرة العرب والدّخَان والدّجّال ودابّةُ الأرض ويأجوجُ ومأجوج وطلوعُ الشمس من مغربها ونارٌ تخرج من قعر عَدَنٍ تُرَحِّل الناس»
قال شعبة: وحدّثني عبد العزيز بن رُفَيع عن أبي الطّفيل عن أبي سَرِيحَة مثلَ ذلك، لا يذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقال أحدهما في العاشرة: ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم.
وقال الآخر: وريحٌ تُلْقِي الناسَ في البحر.
قلت: وهذا حديث متقن في ترتيب العلامات.
وقد وقع بعضها وهي الخسوفات على ما ذكر أبو الفرج الجَوْزِي من وقوعها بعراق العجم والمغرب، وهلك بسببها خلق كثير؛ ذكره في كتاب فهوم الآثار وغيره.
ويأتي ذكر الدابة في النمل.
ويأجوج ومأجوج في الكهف.
ويُقال: إن الآيات تتتابع كالنّظْم في الخيط عامًا فعامًا.
وقيل: إن الحكمة في طلوع الشمس من مغربها أن إبراهيم عليه السَّلام قال لنمروذ: {فَإِنَّ الله يَأْتِي بالشمس مِنَ المشرق فَأْتِ بِهَا مِنَ المغرب فَبُهِتَ الذي كَفَرَ} [البقرة: 258] وأن المُلْحدة والمُنَجِّمة عن آخرهم ينكرون ذلك ويقولون: هو غير كائن؛ فَيُطْلِعها الله تعالى يومًا من المغرب لِيُرِيَ المنكرين قدرته أن الشمس في مُلْكه، إن شاء أطلعها من المشرق وإن شاء أطلعها من المغرب.
وعلى هذا يحتمل أن يكون ردّ التوبة والإيمانِ على من آمن وتاب من المنكرين لذلك المكذبين لخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم بطلوعها، فأما المصدِّقون لذلك فإنه تُقبل توبتهم وينفعهم إيمانهم قبل ذلك.
ورُوي عن عبد الله بن عباس أنه قال: لا يقبل من كافر عملٌ ولا توبةٌ إذا أسلم حين يراها، إلاَّ من كان صغيرًا يومئذ؛ فإنه لو أسلم بعد ذلك قُبل ذلك منه.
ومن كان مؤمنًا مذنبًا فتاب من الذنب قُبل منه.
ورُوي عن عِمران بن حُصين أنه قال: إنما لم تقبل توبته وقت طلوع الشمس حين تكون صيحةٌ فيهلك فيها كثير من الناس؛ فمن أسلم أو تاب في ذلك الوقت وهلك لم تقبل توبته، ومن تاب بعد ذلك قبلت توبته؛ ذكره أبو الليث السَّمَرْقَنْدِيّ في تفسيره.
وقال عبد الله بن عمر: يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة حتى يَغْرِسوا النخل.
والله بغيبه أعلم.
وقرأ ابن عمر وابن الزبير {يوم تأتي} بالتاء؛ مثل {تلتقطه بعض السَيَّارة}.
وذهبت بعض أصابعه.
وقال جرير:
لمّا أتى خبرُ الزّبير تواضَعتْ ** سُورُ المدينة والجبالُ الخُشّعُ

قال المبرد: التأنيث على المجاورة لمؤنث لا على الأصل.
وقرأ ابن سِيرين {لا تنفع} بالتاء.
قال أبو حاتم: يذكرون أن هذا غلط من ابن سِيرين.
قال النحاس: في هذا شيء دقيق من النحو ذكره سيبويه، وذلك أن الإيمان والنفس كلّ واحد منهما مشتمل على الآخر فأنّث الإيمان إذ هو من النفس وبها؛ وأنشد سيبويه:
مَشَيْنَ كما اهتزت رماحٌ تَسفّهتْ ** أعالِيهَا مَرُّ الرياح النَّواسمِ

قال المَهْدَوِيّ: وكثيرًا ما يؤنّثون فعل المضاف المذكر إذا كانت إضافته إلى مؤنّث، وكان المضاف بعض المضاف إليه أو منه أو به؛ وعليه قول ذِي الرمّة:
مشين

البيت.
فأنث المَرّ لإضافته إلى الرياح وهي مؤنثة، إذ كان المَرّ من الرياح.
قال النحاس: وفيه قول آخر وهو أن يؤنّث الإيمان لأنه مصدر كما يذكّر المصدر المؤنث؛ مثل: {فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ} [البقرة: 275] وكما قال:
فقد عذرتنا في صحابته العذر

ففي أحد الأقوال أنّث العذر لأنه بمعنى المعذرة.
{قُلِ انتظروا إِنَّا مُنتَظِرُونَ} بكم العذاب. اهـ.

.قال الخازن:

قوله تعالى: {هل ينظرون} يعني: هل ينتظر هؤلاء بعد تكذيبهم الرسل وإنكارهم القرآن وصدهم عن آيات الله وهو استفهام معناه النفي وتقديره الآية أنهم لا يؤمنون بك إلا إذا جاءتهم إحدى هذه الأمور الثلاث فإذا جاءتهم إحداها آمنوا وذلك حين لا ينفعهم إيمانهم {إلا أن تأتيهم الملائكة} يعني: لقبض أرواحهم وقيل أن تأتيهم بالعذاب {أو يأتي ربك} يعني: للحكم وفصل القضاء بين الخلق يوم القيمة وقد تقدم الكلام في معنى الآية في سورة البقرة عند قوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} بما فيه كفاية وإن المجيء والذهاب على الله لمحال فيجب إمرارها بلا تكييف {أو يأتي بعض آيات ربك} قال جمهور المفسرين: هو طلوع الشمس من مغربها، ويدل على ذلك ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض». أخرجه مسلم.
عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {أو يأتي بعض آيات ربك} قال: «طلوع الشمس من مغربها» أخرجه الترمذي وقال حديث غريب.
(م) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه» عن صفوان بن عسال المراد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «باب من قبل المغرب مسيرة عرضه أو قال يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين سنة خلقه الله تعالى يوم خلق السموات والأرض مفتوحًا للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
(ق) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها» وفي رواية: «فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا».
(م) عن حذيفة بن أسد الغفاري قال اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذكرون قلنا الساعة فقال: «إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر: الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم وثلاث خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تطرد الناس إلى محشرهم».
(م) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادروا بالأعمال قبل ست: طلوع الشمس من مغربها والدخان والدجال والدابة وخويصة أحدكم وأمر العامة».
(م) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبًا» وروى الطبري بسنده عن عبد الله بن مسعود في تفسير هذه الآية قال: «تصبحون والشمس والقمر من هاهنا من قبل المغرب كالبعيرين القرينين» زاد في رواية عنه: «فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا» وبسنده عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا: «أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إنها تذهب إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي من حيث جئتِ فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي فارجعي من حيث جئت فتصبح طالعة من مطلعها لا تنكر الناس منها شيئًا حتى تنتهي فتخر ساجدة في مسقترها تحت العرش فيقال لها اطلعي من مغربك فتصبح طالعة من مغربها» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون أي يوم ذلك أقالوا: الله ورسوله أعلم.
قال ذلك يوم لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا»
.
وبسنده عن أبي ذر قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم حمار فنظر إلى الشمس حين غربت فقال: «إنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخر لربها ساجدة تحت العرش حتى يأذن لها فإذا أراد أن يطلعها من مغربها حبسها فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غربت فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل» وروي بسنده عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية من العشيات فقال لهم: «عباد الله توبوا إلى الله قبل أن يأتيكم بعذاب لإنكم توشكون أن تروا الشمس من قبل المغرب فإذا فعلت حبست التوبة وطوي إلى العمل» فقال الناس: هل لذلك من آية يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن آية تلك الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال فيستيقظ الذين يخشون ربهم فيصلون له ثم يقضون صلاتهم والليل لم ينقص ثم يأتون مضاجعهم فينامون حتى إذا استيقظوا والليل مكانه فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكون ذلك بين يدي أمر عظيم فإذا أصبحوا فطال عليهم رأت أعينهم طلوع الشمس فبينما هم ينظرونها إذ طلعت عليهم من قبل المغرب فإذا فعلت ذلك لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل».
قال ابن عباس: لا ينفع مشركًا إيمانه عند الآيات وينفع أهل الإيمان عند الآيات إن كانوا اكتسبوا خيرًا قبل ذلك.
وقال ابن الجوزي قيل إن الحكمة في طلوع الشمس من مغربها أن الملحدة المنجمين زعموا أن ذلك لا يكون فيريهم الله قدرته فيطلعها من المغرب كما أطلعها من المشرق فيتحقق عجزهم وقيل بل ذلك بعض الآيات الثلاثة: الدابة ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها.
يروى عن ابن مسعود أنه قال: التوبة معروضة على ابن آدم إن قبلها ما لم تخرج إحدى ثلاث: الدابة وطلوع الشمس من مغربها أو يأجوج ومأجوج.
ويروى عن عائشة قالت: إذا خرج أول الآيات طرحت التوبة وحبست الحفظة وشهدت الأجساد على الأعمال.
ويروى عن أبي هريرة في قوله تعالى أو يأتي بعض الآيات ربك قال هي مجموع الآيات الثلاث: طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض ورواه مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا طلوع الشمس من مغربها والدخال ودابة الأرض» وأصح الأقوال في ذلك ما تظاهرت عليه الأحاديث الصحيحة وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه طلوع الشمس من مغربها وقوله تعالى: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} يعني لا ينفع من كان مشركًا إيمانه ولا تقبل توبة فاسق عند ظهور هذه الآية العظيمة التي تضطرهم إلى الإيمان والتوبة {أو كسبت في إيمانها خيرًا} يعني أو عملت قبل ظهور هذه الآية خيرًا من عمل صالح وتصديق.
قال الضحاك: من أدركه بعض الآيات وهو على عمل صالح مع إيمانه قبِل ظهور هذه الآية خيرًا من عمل صالح وتصديق.
قال الضحاك: من أدركه بعض الآيات وهو على عمل صالح مع إيمانه قبِل الله منه العمل الصالح بعد نزول الآية كما قبل منه قبل ذلك فأما من آمن من شرك أو تاب من معصية عند ظهور هذه الآية فلا يقبل منه لأنها حالة اضطرار كما لو أرسل الله عذابًا على أمة فآمنوا وصدقوا فإنها لا ينفعهم إيمانهم ذلك لمعاينتهم الأهوال والشدائد التي تضطرهم إلى الإيمان والتوبة وقوله: {قل انتظروا} يعني ما وعدتم به من مجيء الآية ففيه وعيد وتهديد {إنا منتظرون} يعني ما وعدكم ربكم من العذاب يوم القيامة أو قبله في الدنيا.
قال بعض المفسرين: وهذا إنما ينتظره من تأخر في الوجود من المشركين والمكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الوقت والمراد بهذا أن المشركين إنما يمهلون قدر مدة الدنيا فإذا ماتوا أو ظهرت الآيات لم ينفعهم الإيمان وحلت بهم العقوبة اللازمة أبدًا.
وقيل إن قوله: {قل انتظروا إنا منتظرون} المراد به الكف عن قتال الكفار فتكون الآية منسوخة بآية القتال وعلى القول الأول تكون الآية محكمة. اهـ.